إن المتتبع للشأن التربوي في الجزائر،لا يسعه إلا أن يضع يده على فمه متعجبا مدهوشا من النظرة المقلوبة التي باتت تحكم القطاع.... ففي الوقت الذي يعاني فيه القطاع من نقص فادح في عدد الكوادر التربوية من أساتذة ومعلمين ، تلوّح الوزارة (بعيدا عن القانون) باستبدال المستخدمين المضربين بغيرهم ، وتعطي أوامر فوقية لإخماد هذه الحركة السلمية القانونية الدستورية... فما كان جرمنا ؟ وما ذنبنا؟
لقد طالبنا وسنظل بحل بعض المشاكل التي جعلتنا نقصى عمدا من كل استفادة من أموال الخدمات الاجتماعية لعمال التربية، هذه الأموال التي حرمنا منها على امتداد سنوات الماضي البعيد والقريب... وهنا من حقنا أن نسأل- ولسنا نريد المساس بكرامة أحد -:
- هل يعقل أن نحرم - ونحن عمال التربية - من أموال الخدمات الاجتماعية لعمال التربية ، في حين يتمتع غيرنا من غرباء القطاع بكرم العطاء منها دون رقيب أو حسيب ؟
-لا ننكر أننا استفدنا مرتين أو ثلاث على امتداد الثلاثين سنة الماضية من محفظتين بلاستيكيتين أو ثلاثة ذات نوعية رديئة جدا جدا مع عشركراسات من فئة 64 صفحة في كل مرة... سلمت لأبنائنا ، لا يتعدى سعرالمحفظة ومحتواها الأربعمائة دينار جزائري، كان مآلها الحتمي الإلقاء بها في المفرغة العمومية إلى جانب مثيلاتها...لعدم صلاحيتها...
هل نلام وكشوفات رواتبنا تنشر على صفحات الجرائد وفي فضاءات الأنترنت؟
هل نلام ونحن نرى أموال الشعب تنهب وتسلب ، وتهرب إلى خارج الحدود وتنهب، ثم نخيّر بين أن نعيش تعساء ونموت - نحن ومن نكفل - فقراء أو نستبدل ونسب ونبهدل، ونٌذم ونسفَّه ونحقّر؟
- في الدول التي تحترم نظمها يلجأ في مثل هذه الحالة إلى إسقاط الرؤوس المتسببين في الوضع ومحاسبتهم ومساءلتهم بعد ذلك عن التعفن ودوافعه ، أما عندنا، فيلجأ الوصي الآمر، إلى طرد كل من يقف في طريق إملاءاته أو يحاول مناقشته ومحاورته ، وهو صاحب اليد الممدودة والحلول المشهودة ..
أهكذا تبنى الدول سياساتها التربوية ؟ وهل بكذا مواقف نوفي المعلم حقه من التبجيل والتوقير؟
وماذا يعطينا معلما سلبناه احترام المجتمع له وجعلنا منه شخصية مهزوزة مهددة في قوت يومه ؟ لا محالة سيعطينا جيلا مهزوزا لا تعرف " لا" طريقا إلى لسانه ، مجتمعا متهالكا على نفسه تابعا لمن يحكمه ،لا يجرؤ على المطالبة بحقه...أو الوقوف في وجه عدو أجنبي... فإذا كان [ المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف] فلا نعتقد [أن المربي القوي " خير وأحب إلى سيادته من المعلم الضعيف]
ولأنا آمنا أننا أصحاب مثل ومبادئ ، سنقولها : مدوية " لا" لتهميشنا .."لا" للتمتع بأموال خدماتنا الاجتماعية على حسابنا، وألف "لا" لكل من يولينا ظهره ويصنع من بؤسنا صرح مجده... وستظل ألسنتنا تصدح بقول الشاعر:
بلادي وإن جارت علي عزيزة ******** وأهلي وإن ضنوا* علي كرام
* ضنوا : بخلوا.mouffekbachir
عدد المساهمات: 1
تاريخ التسجيل: 03/03/2010
