السلام عليكم
تتوالى الشهور تعقبها السنون ولا بد من وقفة محاسبة.
نحن على عتبة بداية عام هجري جديد ونهاية عام ميلادي نسأل الله فيه كل خير لنا وللامة جمعاء
اخترت لكم ما يلي:
لقد أصبح هزيلا .. بعد أن كان سمينا
لقد رَقّ عظمه !
وضعُف بدنه !
ولم يتبقّ منه إلاّ مثل الصَّـبَابة
باتت أيامه معدودة
وأوشك على الرحيل
أتُراه في الـنَّزْع ؟!
لا ..
أتظنه يلفظ أنفاسه ؟!
ليس بعد ..
إلاّ أنه يوشك على الرحيل .. ويُؤذِن بالوداع
فأي شيء عَمِلْت لِوداعه ؟
وأي زادٍ هيأت لِرحيله ؟
أيرحل وأن تَنظُر ، ولا تُحرِّك ساكنا ؟
أيودِّعك وأنت عنه لاهٍ ؟!
ما هذا وَداع من أطلت مُعاشرته
كلا .. ولا ذاك بتوديع الصاحب
ذلكم هو العام الذي أنت فيه ..
وتلك كانت صِفات التقويم الذي طويته أو تكاد تطويه !
أما كنت أمس في أوّل شهر ؟
أمَا كان التقويم أوّل العام مليئا بالأوراق ؟
أمَا نَزعته ورقة ورقة ؟
أيا صاح ! إنما كُنت تَنْتَزِع أيام عُمُرك
وتطوي سِنِيّن حياتك
هَذا التقويم قد انتهى
والعام قد انصرم
فماذا أودعته ؟
وأي شيء استودعته ؟
أيا صاح ! أتُراه شاهدا لك أو عليك ؟
أكُنت غافلا فيه أم كُنت يَقِظًا ؟
أودعته إحسانا أو إساءة ؟
أودّعته بتوبة واستغفار .. أو بِزيادة ذنوب وآثام ؟
لقد انصرّمت أيام عُمرك
يا مَن يعد غداً لتوبته ... أعلى يَقين من بلوغ غَدِ ؟
المرء في زللٍ على أمــل ... ومَنية الإنسان بالرَّصَدِ
أيام عمرك كلها عــدد ... ولعل يومك آخر العددِ