القمة والقاعدة يكملان بعضهما ولكل منهما مواصفاته ، وعنصر الثقة أهم شروط النجاح
إن القاعدة والقمة وجهان لعملة واحدة يكملان بعضهما – فقيادة اليوم قد تصبح قاعدة ، وقاعدة اليوم قد تصبح قيادة - فلا يمكن لأحد أن يستغني عن الآخر،فالقاعدة بدون قيادة راشدة لايمكنها فعل شيء ، والقيادة مهما كانت عبقريتها بدون قاعدة لاتجد من يجسد أفكارها وفلسفتها ،ولذلك وجب عليهما الاحتفاظ ببعضهما لتحقيق أي برنامج آني أو مستقبلي ، ولكن يجب معرفة أن سر نجاح أي عمل يكون مبني على خطة ممنهجة بعيدا عن العفوية والارتجال، وأن تتسم القيادة بحسن التدبير والتخطيط والجدية في العمل والإخلاص للقضية المتبناة للدفاع عنها ، والوفاء للمبادئ والأمانة المحملة بها دون بيع أوشراء على حساب الغلابى والكادحين من أبناء عمال القطاع الذين وضعوا ثقتهم في القيادة ،وتكون القاعدة في مستوى الانضباط والالتزام واستقاء المعلومة من روافدها وقنواتها الرسمية بعيدا عن الإشاعة ، كما ينبغي أن يكون التواصل مستمرا بين القيادة والقاعدة لأن أي إغفال عن ذلك يتدخل المغرضون والمكلفون بالمهمات وما أكثرهم من أجل تكسير العمل الجماعي الناجح لأنه لايروق للسلطة ، وأعتقد أن نقابة " انباف " خلال عهدة هذا المكتب الوطني وفقت إلى حد كبير لتحقيق ذلك رغم النقائص التي لايخلو منها أي عمل بشري خاصة بعد تفعيل هذا الموقع الذي يعتبر همزة وصل القيادة بالقاعدة إضافة إلى جهود المكاتب الولائية التي لا تنكر رغم تفاوتها من ولاية لأخرى إضافة إلى المناضلين الواعين والأوفياء في مختلف البلديات والمؤسسات التربوية التي أجد ريحها في هذا المنتدى .
ولنجاح أي عمل لابد من النقد الذاتي وتوجيه النصح والإرشاد للقيادة التي قد ترتكب أخطاء عن غير قصد ، إضافة إلى عاملي الثقة المتبادل بين القاعدة والقمة والانضباط ، ومعالجة القضايا تتم باحترام الآليات الديمقراطية بعيدا عن عن عقلية العمل الفردي الذي لا يؤمن بالعمل الجماعي ، لأن العمل الجماعي يتسم بروح المسؤولية وقتل الأنا الفردي وإحياء أنا الجمعي ، كما يجب أن تعرف القاعدة أنه ليس كل ما تخطط له القمة يجب أن تعرفه ،بل ينبغي أن تكون سيولة المعلومة حسب مستويات المناضلين واستعابهم لها " ليس كل ما يعرف يقال " لأن هناك بعض الأسرار لإنجاح الخطة التي يجب أن تحتفظ به القيادة لنفسها لاستعمالها في وقت الحاجة . ومن شروط النجاح أيضا أن يكون النضال متواصلا وليس مناسباتيا كما أشار بعض الزملاء في تدخلاتهم ، كما ينبغي أن تسعى القاعدة للاجتهاد في نشر الوعي وتواصلها مع قيادتها ، لأننا نعرف شساعة الولايات مما يعجز في بعض الأحيان تمكن القيادة من التواصل مع قاعدتها بل يتطلب لها وقتا طويلا للتمكن من ذلك ، ولذلك ومع التطور التكنولوجي استمرار التواصل عبر المواقع اإليكترونية .