خصصت وزارة التربية الوطنية ما قيمته 83 مليار دينار من ميزانية الوزارة لدروس الدعم، لتشجيع الأساتذة على تقديم دروس الدعم للتلاميذ بالمؤسسات التربوية مقابل الاستغناء عن الدروس الخصوصية. بالموازاة مع ذلك رفض العديد من الأساتذة تقديم هذه الدروس خاصة وأنهم يتقاضون على الساعة الوحدة 360 دينارا للساعة بينما تدر الدروس الخصوصية أموالا كبيرة عليهم بالنظر لكون أدنى سعر لا يقل عن 300 دينار لكل تلميذ.
كما انتقد أولياء التلاميذ البديل الذي اعتمدت عليه الوصاية للقضاء على هذه الظاهرة، واعتبروا دروس الدعم غير كافية لأبنائهم.
كشفت مصادر تربوية أن العشرات من الأساتذة والمعلمين رفضوا تقديم دروس الدعم التي أقرتها وزارة التربية الوطنية لفائدة التلاميذ عبر المؤسسات التربوية في محاولة للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية التي يلجأ اليها الأساتذة والتلاميذ، وأكدت مصدرنا أن سبب عزوف الأساتذة عن دروس الدعم هو الأجر الزهيد الذي يتقاضاه الأساتذة عن كل ساعة دعم، والتي تقدر قيمتها بحوالي 360 دينارا عن الساعة، فيما يتقاضى في الدروس الخصوصية عن كل تلميذ مبلغ 300 دينار، وأكد الأساتذة أن اأرة الدعم غير محفزة مقارنة بالدروس الخصوصية التي تضمن ربح أكبر إضافة الى أن هذه الدروس هي الأحسن للرفع من مستوى التلاميذ وهو ما يعني فشل مخطط الوزير بابا أحمد للقضاء على الدروس الخصوصية.
بالموازاة مع ذلك خصصت وزارة التربية الوطنية 82,965 مليار دينار لفائدة المعلمين والأساتذة الذين يقدمون دروس الدعم، وأكد مصدرنا أن هذا المبلغ خصص لتشجيع الأساتذة للعمل في دروس الدعم، وكذا القضاء التدريجي على الدروس الخصوصية
من ناحية أخرى، انتقد أولياء التلاميذ دروس الدعم التي برمجتها وزارة التربية الوطنية خلال أوقات الفراغ عشية كل يوم ثلاثاء والسبت، حيث اعتبروا أن هذه الدروس لا تساعد على تحسين مستوى أبنائهم، فهي لا تخالف دروس الاستدراك، ولا يمكن للأستاذ أن يعرف نقطة ضعف كل تلميذ، حيث أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد أنه في دروس الدعم يتواجد في القسم قرابة 20 الى 25 تلميذا، وهو ما لا يساعد الأستاذ على معرفة المستوى الحقيقي لكل تلميذ والمادة التي هو ضعيف فيها، إضافة الى ذلك يقدم في دروس الدعم حسب المتحدث تمارين فقط، ولا يشرح الأستاذ للتلاميذ، على عكس الدروس الخصوصية التي يكون فيها عدد التلاميذ أقل والأستاذ يدرس كل تلميذ حسب مستواه الدراسي. ودعا المتحدث وزارة التربية الى إيجاد البديل الحقيقي للدروس الخصوصية حتى يتم القضاء النهائي عليها.
من جهته أكد عبد الكريم بوجناح رئيس نقابة “ا سان تي ي وان” دروس الدعم لقيت عزوفا كبيرا من طرف الأساتذة الذين يفضلون الدروس الخصوصية التي تدر أموالا اكثر ودعا المتحدث أمس في تصريح لـ«البلاد” الوزارة الوصية الى فتح المؤسسات التربوية أمام الأساتذة لتقديم الدروس الخصوصية وليس دروس الدعم طالما أن الإقبال عليها كبير من طرف التلاميذ والأساتذة والأولياء وهو ما من شأنه ضمان تقديم هذه الدروس بشكل منظم ومؤطر.