استيقظ كعادته وأرخى حباله الصوتية مُؤْذِنًا بالانشقاق وما إن انبلج الصبح حتى انتفض بجَنَاحَيْهِ.. الى الارض. وبدأيُمشط الأرض مسترسلا في جمع قوت يومه يلقي التحية على الدجاجات من تحت منقاره ولا يلتفت بل ويُكشر أحيانا على ناب السوء غير أن المعارضة موجودة دائمة فدجاجة البيض لا يروقها فعله ولذا هي ترد له بالمثل كلما أراد أن يكون رجلا ولما أحس قلة الحياء وخاف على ضياع قدره بين العشيرة التف الى حبيبات قمحٍ أسقطها سهو الفلاح وبدأ يغني لها أغنية الموت الى أن انزلقت إحدى الضحايا من منقاره فأعاد لها الكرة والكرة وفي كل مرة تسقط أبعد من مكانها الأول فغضب وزمجر ورقق فمه وقطب حاجبه وزمجر أسدُ القمح ورمى بِثِقَلِهِ عليها حتى أدخلها جوف حفرة صغيرة وللأسف التصق المنقار فبدأ يُسعفه ويهزه يمينا وشمالا ولكن دون جدوى غير أن الأمر بدأ يطول والوضع يتأزم ولا شيئ ينقذه مما هو فيه وقد صار تفكيره منصبا على إخراج منقاره دون أن يشيع الأمر بين الدجاجات ولا حاجة له حتى بالقمح الذي في بطنه ...ها قد غاصت مناخيره في الحُفيرة وضاق التنفس وازداد نبض القلب واحمر خائفا وبدأ الرديح وواحتدتِ الرفرفة وعلا الغبار وصار الهوان أفضل عنده من الموت فهرعت الدجاجات اليه بين شتم وضحك وسخرية ورمي بالحجارة بل وتحول مأزقه الى عرس في القبيلة لولا أن حلت دجاجة البيض التي لم يعجبها الوضع فدبت حول الحُفيرة بمنقارها وبدأت تُرجله وتحاول وتحاول حتى استلته أثقل من وزنه وطردت الدجاجات من حوله وهي تنظر اليه يستعيد الحياة ببطءوبعد هنيهة قام متطاولا على ضعفه ولفظ حبة القمح : تف ...لا خير في رزق يقتل.