زميلي حديث عهد بالتّعليم ،يسألني دائما عن طرق التّدريس وكيفية التّحضير ،في البداية كان نشيطا ثمّ بدأ يملّ،صار يتكاسل عن التّحضير يدخل حجرة التّدريس وكأنّه داخل لسجن،يجلس على كرسيّه الخشبيّ ولا ينهض حتّى يسمع صوت الجرس وكثير من الأوقات يقضي وقته في التّجوال بين الأقسام ،تسمعه دائما يقول سئمت الحياة وكرهت العمل ،فأسأله أنت حديث عهد بالعمل فكيف تملّ؟قال لمّا عرفت التّدريس بالأهداف غيّروا الطّريقة وصار التدريس بالكفاءات ،أنا لا أتحمّل هذه التّغيّرات، اختلطت عندي المصطلحات وكثرت التّسميات وغيّروا اسم التّمرين و بدّلوا اسم التعبير وحتّى اسم الرّياضيات .
ثمّ سألني وقال :[i]وأنت ألم تتعب؟ فأجبته قائلا:
التّعليم هو حياتي ،وقسمي هو جنّتي ،وتلاميذي هم أبنائي وعائلتي ،ودروسي هي قوتي وغذائي ،تلك هي قناعاتي ومعتقداتي ،ولن أفشل يوما أو أتهاون عن أداء واجباتي مهما غيّروا وبدّلوا .