عندما صار زميلي مديرا تخيّلوا ماذا قرّر؟ قرّر أن يتغيّر ويغيّر.
قرّر أن يغيّر ثيابه القديمة بأخرى جديدة ،وقرّر أن يغيّر حتّى جلده ، وملامح وجهه،بل حتّى زوجته وأولاده ، وحتّى أصحابه وجيرانه ، وأهله وأقرباءه.
قابلته يوما فلم يعرفني،صافحته فمدّ لي رؤوس أصابعه ،إنّه فعلا تغيّر.كان يصل دائما متأخرا عن عمله في السّابق ،والآن صار يسبقنا ويجلس على كرسيّه الّذي اشتراه مؤخّرا ،كرسيّ فخم وبعجلات كي يتدحرج،إنّه فعلا تغيّر .
في اجتماعاتنا لا يُسمع إلاّ صوته ،ولا قرارات تتخذ إلاّ قراراته ،ولا اقتراحات تؤخذ بالإعتبار إلاّ اقتراحاته .إنّه فعلا تغيّر.
كان من المفروض أن يكتب على جدار مكتبه :مكتب المدير ،أتدرون ماذا كتب ؟ كتب بخط عريض : أنا الزّعيـــــــــم.