يولد المرء وتتشكل شخصيته في ظروف معينة واوساط متنوعة بداية من الاسرة الى بداية انطلاقته في عالم الوظيفة فتظهر شخصية ثانية تتعلق بالمهنة فيبرز الانا المهني ويختلط كلاهما فيبيت المرء غير مميز بين العالمين غير قادر على معرفة الحدود الفاصلة ولا التقاطعات بين اناه الشخصي واناه المهني
و غير خاف عنا حينما نعود لنتامل كيفية نشوء الانا المهني نجده متعلقا بمجموعة شروط منها الشهادة والمسابقة والتكوين ويؤسس لكل هذا ما تصدره السلطة من قوانين هدفها ضبط ملامحها تسمية ومهاما مكانا وزمانا
لكن حين يتم الخلط وعدم التمييز بين الشخصيتين فتنجر عن ذلك كثير من البلايا والرزايا فانت حين تنتقد او تعلق على اناك او الانا المهني لغيرك محاولا اعادته الى حدوده واطاره يعتبر الاخرون انك تمس باناهم الشخصي ولا يدرون ان ضعف تمييزهم بين هذا وذاك هو السبب في شعورهم وتهيجهم
فللانا الشخصي ايا كانت وضعية صاحبه الاجتماعية كرامته وحقوقه الانسانية ولكن حين تقوم هذه الشخصية بما جبلت عليه من استعدادات لتجاوز الحدود وارتكاب الاخطاء في الحياة العامة وعلى الاخص عالم المهنة فهي التي تسيء الى اناها الشخصي ابتداء وسيكون من تراه اقل منها رتبة في الوسط المهني حين يقوم بواجبه ويلزم حدوده احسن منها حالا ومقالا
ونحن حين نعلق على هؤلاء انما تتجه سهامنا الى الانا المهني لغرض ضبطه وكبح جماحه ورده الى الاساسات التي بني عليها دونما التعرض الى الشخوص والاعيان وحديثنا كله يعم ولا يخصص