اشتقنا لك يابهية

البارحة زارتني بهية ، لم تكن ملامح صورتها واضحة ، غير أن نظراتها إلي كانت ثاقبة براقة ، خلتها حينذاك عواوة ، قمت فزعا من فراشي ثم استغفرت ربي وبسملت وحوقلت ثم نمت ، لكن بهية عاودت الزيارة من غير صورة ، بيد أن صوتها كان يدوي الحجرة :هل سركم ما أنا فيه؟ ، قلت ولم لا؟ ، فأنت صاحبة العقل الراجح والصوت المثير والشعر الطويل ،قالت ذاك كان في زمن الزمن ، قلت وهل للزمن زمن ؟ قالت عهدتك تميز الحقيقة من المجاز ، قلت المعذرة في زمني أختلطت الحقيقة بالمجاز ، فماعدت للتمييز مقتدرا قربي مني القصد ، قالت ألم تقولوا والله من وراء القصد ، قلت نعم ، قالت هوذاك ، دعك من هذا وأن كنت تصر على المعرفة فلك بمالك والبختاوي فهما أدراك في توليد المعاني .هل تعرف سر زيارتي لك ؟ قلت ما عهدت زيارتك وقد عرفتك أمراة جميلة يتندر بجمالك الكبار والصغار في أدبهم الشعبي ، وأنت عند المصريين من الجن ، وكل رجالات الدين عندهم يتسابقون للتقرب منك .طمعا في الاقتران ثم خدمة الناس . ضحكت بهية بسخرية وقالت : هل هذا ما تشير إليه مناهجكم التي تشرفون عليها ، أم أنك لأدب الأطفال مطالع .أين أنت من مستواك الثقافي ؟ أين جرأتك على التحليل ؟ أين ارتجالك للقوافي ؟ قلت في نفسي مابالها تسألني هذه الأسئلة ـ تراها جاءتني بصفة مفتش ، ثم لماذا أنا ؟ فهلا ذهبت إلى البختاوي أو أو أو إلى أحد من زملاء المهنة .عندها شدت على يدي بعنف قائلة اعلموا أن رجولتكم ذابت في سحر أنوثتي .ولا مكان لكم في أوساط الرجال إلا إذا رسكلتم رجولتكم .عندها قمت من فراشي أريد ضربها .ولم أستفق إلا وزجتي تقول لي بعد أن أشعلت النور: ضع الوسادة مكانها . مابك ؟

اخي محمد :ما كنت لأ تدخل . لولا اشفاقي على حالك . كنت اتوسم فيك رجاحة العقل و كبر النفس و قناعتها و زهدك في الحياة. و ما ان ضعفت نفسك فاصابتك بهية بسهام غوايتها .فانتظر ما لم يكن يخطر على بال بما كسبت يداك .انتظر الكوابيس و الهذيان و الهيام وو التشرد و ذهاب ماء الوجه و زوال الهيبة و انحطاط القيمة و الاعتبار في نظر الغير.
لاني اعرف جيدا ان بهية معروفة بفجرها و تسلطها و استعلائها و عجبها بنفسها . و يا ويح من سقط بين يديها. و بخاصة اذا كان الشخص الضحية "بلدي "من عامة الناس و هي من الذوات فهي حينئذ تركبه و تستعبده اغراء و قهرا و مكرا. لقد جنيت على نفسك يا اخي محمد ."وشداك لسوق خاطيك " .انا يا سي محمد انسان ضعيف . فلا تذكرني مرة اخرى في حضرة بهية .فاني اخاف مكرها و تعسفها .و اذا ضاق بك صدرك فاشير عليك باخينا عبد المالك فهو ادرى بهذا ""السوق"" خبره قبلي و اخذ ""لقاحات""تجنبه العدوى .اما انا فاني مسكين ضعيف عندي اولاد صغار .اخطوني يرحم والديكم....
يقول الشيخ المجدوب رحمه الله :"سوق النسا سوق مطيار يا لداخلو رد بالك يوريوك من الربح قنطار وياكلولك راس مالك. "

يقول الشيخ المجدوب رحمه الله :"سوق النسا سوق مطيار يا لداخلو رد بالك يوريوك من الربح قنطار وياكلولك راس مالك. "
________________________________________________________________________________

فعلا خوي بختاوي(ياكلوا راس مالك) فقد أكلن رأسي وأصبحت أمشي دون رأس ولا بصيرة,ماذا عساني أقول لهم( تعمدت وضع الميم بدل النون) ؟اشتبهت الأمور على شخص مثلي بدون رأس حين يحدثني مرافقي(فقد قطعن الرأس لكن دون الأذنين,تفننا في التعذيب ) ويقول لي أنه يرى رجالا بموسطاشات كثة وقامات فارعة ومناكب عريضة وحناجر مدوية وكروش منتفخة لكنهم يدسون رؤوسهم بين أكتافهم تذلالا واستعطافا لمن قال لهم ايتوني طائعين بل أتوه دون أن يقول وهم في كامل زينتهم(إن واصلت فقد أضع مكان الواو نونا وكذا مكان الميم لذا سأتوقف)_ لا أنسى أن أذكر بخير بعض زميلاتي المفتشات اللواتي امتشقن شهامة الحرائر واستأصلن تاء التأنيث ونون النسوة فيتلقفها ر.....ج.....ا....ل ويضعونها طاقيات إخفاء على رؤوسهم,ولو كانت النساء كمن.........لفضلت النساء على الرجال (او كمال قال أبو الطيب).

أخوي عبد المالك والبختاوي : عندما أتأمل صورة التفتيش كما هي في القانون الخاص ، تبدو نقطة بلا لون ، باهتة في ظلام المظلومة التربوية ، في خلفية الأسلاك الأخرى . التفتيش يبدوبشكل هيولي سديمي مكتفيا بذاته دون نقابة ولا وصاية ، ولكنه وحيد في القانون الخاص يُقْهرُ فلا منقذ ولا منفذ.
بهية لم أكن أعرفها ولا خطرت يوما في البال ، غير أنك يا عبد المالك وبعد أن أقضت مضجعك وراودتك ألف مرة ومرة ، رحت تهمس في أذني وأذن البختاوي أن أبعداني عنها أوأبعداها عني ، ولأننا أصحاب نخوة كان لزاما علينا إغاثة الملهوف ، ومع قلة الحيلة والزاد ، لم نتمكن من رفع ملابسات زيارتها ومراوداتها للزميل العف. وأمام العجز عن الحد من عنجهيتها الممزوجة بالدلال والغنج ، أجد نفسي سائلا : هل خُلقت بهية من أجلنا نحن فقط ؟
انهارت وذابت مركزية رجولتنا على سقف أنوثتها ، وسواعد زملائي يتحدون كمال قدها في حيرة وتساؤل :هل خلقنا للخدمة والطاعة على صورة العدل المثالي في جمهورية أفلاطون ؟ الأسلاك الأخرى يلزمون بضرورة التوطين والتمركز في الذات القانونية ، بينما المفتشون يزعمون بضرورة الرضوخ لبهية ذات العيون الزرقاء والشعر الأشقر .
محاكمة بهية من قبل لجنة التفتيش في ذهاب وإياب ، من فوق سطح المنتدى ،لا في أعماقها ولا في ضياء قمر الوصاية المستمسكة بالإذلال والقهر، وبعصمة النقابات عن الخطأ ثم اعتذار الاعتذار عن المتوفى والآيل للزوال .
حين استنسخ الإدماج (دون موارد ،في غير الوضعيات المركبة الممشكلة في طقوس التقويم المتوخى من كفاءات عرضية واستعراضية ) ما رضي بها كزافي ولا وقع على دفتر شروطها ، حينذاك وبعد رحيل الراحل ، بدا للبعض التكتل في خندق الانحدار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
قالت بهية فيما رواه عبدالمالك ،أن أصلنا من جراثيم عاشت في طين المفتشية الأم الموحل بالمغالطات موازاة مع تصريحات الوصاية والأوقاف ، والذي مفاده أن الذي قادنا إلى الإحباط هو الذي يفتح لنا الآفاق ، في حالة رسكلة رجولتنا المذابة في بئر بهية الأرتوازي .
أخوي عبد المالك والبختاوي : لقد استكشفنا وكشفنا النظام التربوي وأرسلنا التعليمات العمودية والأفقية والمتقاطعة - في غير ما نقطة للتقاطع - للتنفيذ ودرسنا أعماق المناهج وقرأنا خارطة التدرج السنوي والشهري والأسبوعي ولم نزد أنفسنا إلا قهرا .
الخلاص كل الخلاص هو أن نفهم طبيعة عملنا ، إذ هناك آفاق للسيطرة عليها بموجب الاحتكام للقانون في غير تملص ولا تأويل سقيم ، وبهذا تكون بهية معنا لا علينا .فلاهي حلم ولا كوشمار .

اذا وسعني صدرك وكنت من الحلماء واسعي الافق
اريد فقط ان اشير الى شيء جد هام وهو اننا موظفون مكلفون بمهام مقابل اجر هذا العقد بيننا وبين الدولة وهناك منهاج رسمي جيد او رديء هذه ليست مشكلتنا فنحن نناضل فقط من اجل ان نقوم بها دون حيف اوتعسف مقابل ما نقبضه وهذا الامر ينفعنا في امرين
1معرفة حدود مهامنا فنحن مراقبون متابعون ووو---لاغير
2البقاء في حدود ما نحن بصدده من نضال للعودة الى مهامنا وتحقيق ما قدر من مكا سب
بعد ذلك فكل منا مسؤول عن رعيته

من انتم ؟ أين أنتم ؟