بدأت يداه المرتعشتان تتحسس الارض بوحشية ورأسه الملتوي على كتفه اليسرى يسترجع الحركة على طريقة( ترمينا تور)
إنه يستفيق ملتهما آخر شيء مما كان حوله وسط طبول الصوفية وتهاليل المرتزقة بينما يصلي ياسين القالمي كي لا يعود للحياة فهو يدرك أن مطر العاصفة لا ينبت إلا النكد , لكنه تحرك وأومض للشمس أن تشرق وسط الرماد والعتم وسرعان ما تتشكل شظايا حارقة في كل صوب وتعود لتتجمع سهما حارقا يمزق صدر السبتي ...عم الهلع المدينة الحطام , تشققت الجداول , تصلبت جذوع الشجر وتدفقت أنهار الدماء من أعين العذارى لتعلن الحداد عشيرين عاما أخرى ...نم قرير العين.. خذ عصاك وسافر ...وتزود من عيون الغانيات رجولة ,كُسر ظهرك أيها الزير ولن يستجيب القدر إلا إذا غيرت أقدارك منذ أول خطوة قبيل دخول المدينة ..حينها تُستجاب صلوات ياسين وأبو سلمى وسونا وأسامة وعبدالله وعلي وأنا وآخرون وحينها فقط سيبقى السبتي في قصره العاجي يراقب الفوارة وهي تسقي زهور الحياة.