رغما عن السعي الحثيث الى الترقيات ورغما عن رابطات العنق والترف و رغم الصعاب والتحديات ورغم المشقة عبر الوديان والجبال والوهاد والصحاري الخاليات يبقى المعلم سيدا لا يماثله أحد فلو يتكاسل ويتناهى في الكسل إلا أنه يبقى يأمر أطفاله بالحسن وينهى عن القبيح ويغضب حتى يصبح نارا يقسم بكل شيئ حارق إلا أنه ينطفئ راحما ما حوله من صبيان يبيت على الورق ويظل بالعرق يؤرقه الحرف ويصبر للجلف يجد في طهي خبز يأكله غيره فوالله لاتسعد أمة تشقيه ولا تفرح عين تبكيه ولا تعلو همة ترديه هو السمح ولو كان فضا والسيد ولو كان عبدا فلو أمر بالقيام والجلوس لكان هذا أجره فكيف إذا بنى الساس فارتقوا وبقي هو العساس ...إن عزنا من عزه وخيرنا من غرسه ورفاهنا من كده لا يجحده الا جاحد بالله.