تعقد وزارة التربية، اليوم، ندوة وطنية دعت إليها المفتشين والمديرين الولائيين، بحضور الشركاء الاجتماعيين، الذين سيطالبون الوصاية بفتح تحقيق مستعجل في أسباب تأخر تسليم الثانويات الجديدة، ومعاقبة المسؤولين عنه، إضافة إلى منح مهلة للوزارة إلى ما بعد الدخول المدرسي، لمعالجة ملفات تثمين الساعات الإضافية والإفراج عن منح الجنوب، والمناصب المكيفة.
قررت نقابات التربية تمديد الهدنة التي دخلت فيها قبل نهاية العام الدراسي الماضي، إلى ما بعد عودة التلاميذ إلى المدارس ''حرصا على ضمان دخول عادي وفي أحسن الظروف..''، على أن يتم استئناف المفاوضات مع مسؤولي وزارة التربية، بعد ذلك، لمناقشة مدى تجاوبها مع مختلف الملفات التي لازالت عالقة، وعلى رأسها إصدار النصوص التطبيقية للقانون الأساسي الجديد. وقال المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني ''كناباست''، نوار العربي، لـ''الخبر''، إن لقاء اليوم سيكون فرصة لتذكير مسؤولي الوصاية بالتزاماتهم المتضمنة في محاضر موقعة بين الطرفين، ويتعلق الأمر، حسبه، بمنح الجنوب التي تطالب بها نقابات القطاع منذ أكثـر من خمس سنوات، لاسيما منحة المنطقة المتغيرة بين 33 و35 بالمائة بحسب المناطق، ومنحة الجنوب المقدرة نسبتها بـ80 بالمائة من الأجر القاعدي القديم.
وتواجه وزارة التربية، هذا العام، يضيف محدثنا، ملفا ثقيلا من شأنه التأثير على السير العادي للسنة الدراسية ما لم تتم معالجته، حيث أشار إلى مطلب تثمين الساعات الإضافية ومراجعة قيمتها المالية.
وقال نوار العربي إن وزارة التربية مطالبة، اليوم، وبشكل استعجالي، برفع قيمة الساعة الواحدة، بالنظر إلى قرار الأساتذة المعنيين بها الامتناع عن تقديمها بسعرها الحالي، ما داموا يقدمون جهدا إضافيا دون قيمة مضافة، وفي هذه الحالة سيواجه القطاع مشكلا كبيرا يضاف إلى أزمة الاكتظاظ التي اعترفت بها الوصاية، حيث سيسجل نقص فادح في التأطير البيداغوجي في جميع الأطوار.
أما الملف الثالث الذي لا يقل أهمية عن سابقيه، يقول محدثنا، فهو الإفراج عن المناصب المكيفة مثلما التزمت به وزارة التربية، حينما تم تنصيب لجنة وطنية مكونة من ممثلين عنها وعن نقابات القطاع، من أجل تحضير المواد الأساسية التي تسمح بتحديد مقاييس وشروط الاستفادة من المناصب المكيفة الخاصة بالأساتذة والمعلمين المصابين بالأمراض المهنية، العاجزين عن مواصلة عملية التدريس والانتقال إلى العمل بإدارة المؤسسة.
وهو ما شدد عليه رئيس النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، الذي قال إن تدخله في لقاء اليوم سيركز على ملف أساتذة الجنوب، بعد أن جدد مسؤولو الوزارة تأكيدهم، في لقاء الخميس الماضي، على أن الحكومة صادقت على مخطط خاص بالمنطقة، وستطالب ''سناباست'' بالكشف عن مضمون المخطط، وجدول زمني لتطبيقه، باعتبار أن الملف مستعجل ولا يحتمل أي تأجيل آخر.
من جهة أخرى، قرر ذات التنظيم، حسب محدثنا، مطالبة وزارة التربية رسميا بفتح تحقيق حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تأخر تسليم الـ109 ثانوية التي شرع في إنجازها منذ سنتي 2003 و.2004 وقال: ''على أي أساس تم اختيار شركات الإنجاز؟.. سنطالب بمعاقبة المسؤولين عن التأخر باعتباره سيزيد من تأزم الوضعية، مادام القطاع قد سجل هذا العام فائضا في عدد التلاميذ يقدر بـ200 ألف تلميذ..''.
