لا ح الفجر معلنا قدوم يوم جديد, شعرت بقوة لا تضاهيها قوة تهز جسدي, ونشوة لم أحس بمثلها من قبل تسري في عروقي , فتوكلت على الله , واتخذت سبيلا مطية للسير والتأمل وقلت: اليوم سأفعل وأفعل .
بدأت الحركة تدب والأزقة تعمر والضجيج يتوالد حتى أتصل الذاهب بالقادم والصاعد بالنازل والواقف بالجالس وكل في مهمة ما .
دخلت المكان وسلمت عل الجمع وشمرت على ساعدي ورحت أكتب وأمحي وأسأل وأجيب وأصيح وأصرخ. فأشتد الجد وعم الضجيج وملأ أرجاء المكان ولم نعد نسمع بعضنا بعضا . فصرخت بملأ الصراخ : كفى .......فهدأ الكل ووساد الصمت وخلا الجو الا من همسات هنا وهناك أو ازيزا بين الفينة والأخرى, أو سعالا خافتا .
وحينها استفسرت عن الفهم , ومقدار النهم وموقع الأهم فبهت الجميع وطويت الأذرع وانخفضت النظرات , وبعد طول انتظار راح شبح يتراءى رويدا رويدا في آخر القاعة وكان الجواب : لم أفهم الدرس.
فقلت : جيد لنصفق له.
طويت الكتب