الدارجة اوالعامية اواللهجة المحلية مصطلحات ذات دلالة واحدة او تكاد والاكيد انها ليست لغة علم ولامعرفة بل هي وسيلة تواصل واتصال اجتماعي تحقيقا للحاجيات والضرورات الفردية والجماعية فليس لها عناية ولااهتمام بالقواعد النحوية والصرفية لاسليقة ولا قصدا والمجتمع الجزائري على الخصوص اكتوى بهجمات الاسبان ومن بعدهم الفرنسيين الذين جثموا على صدورنا قرنا ونيف من الزمن كادت خططهم الماكرة الخبيثة ان تقضي على الهوية الجزائرية العربية الاسلامية لولا لطف الله ومع هذا تسلل الينا من رطانة الاعاجم مالايحصى من الالفاظ والعبارات ادمجت مع الفاظ عربية فصيحة بعضها محرف وبعضها بقي على اصله وازدادت الالفاظ الاجنبية مع التقدم التكنلوجي والعلمي حتى غدا التواصل مع المجتمعات العربية الاخرى عسيرا حتى انك احيانا وانت تتابع محاولة اتصال من جزائري لقناة عربية فلايكاد المتلقي يفهم من كلام صاحبنا شيئا اذ حتى ايقاع لهجتنا ثقيل مستثقل
لاعلينا من لهجتنا فهي من اثراستعماربغيض غشوم فقد نالت بلادنا استقلالها وعزمت على احياء لغتها الغالية وكما بقية المجتمعات اسندت هذا الامرللمدرسة واجتهدت فيما هو معلوم وغيرخاف ومع هذا فاننا حين نحاول ان نستكشف عن كثب ونعاين من قريب مخرجاتها يبلغ بنا الاسى مداه من فئتين الاولى التي انقطعت عن الدراسة في مرحلة المتوسط اوالثانوي فلايكاد اصحابها الحديث ولو بعربية بسيطة ناهيك عن التعبير عن موضوع ما ولو بلغة بسيطة مهذبة وفئة اخرى نالت اعلى الشهادات العلمية وخسرت جزءا من هويتها فلاتكاد تبين اذاماحاولت الحديث اوالكتابة بالعربية بله ان تتحدث عن اختصاصها بلغة الضاد وعلى العكس من ذلك فان المشارقة والخليجيون ينتقلون الى البلاد العجمية فيدرسون الطب والهندسة وبقية العلوم وهم مع هذا لايظهرعليهم العجز في الحديث بالعربية بل عن فنهم واختصاصهم تجدهم قادرين مقتدرين وكانهم بالعربية فقط واصلوا دراساتهم وبحوثهم هي فارقة فعلا بيننا وبين اخواننا العرب لعل مرجعها الى ايقاع لهجاتنا من جهة ومن جهة اساس سوء التكوين واثره على التعليم
ومع كل النتائج الملحوظة والمعلومة ان هناك ضعفا في اكتساب اللغة العربية يتواصل مسلسل المطاردة للعربية قصدا او عن حسن نية لاندري ولكن ما خرجت به لجنة تقييم الاصلاح من قرارات تقنن لاستعمال الدارجة في السنتين الاولى والثانية يدفع بالمجتمع برمته الى رفض القرارغيرة عى هويته اولا ثم هو يطالب باستبدال الفرنسية بالانجليزية ومع ان مبررات ذلك مقنعة علميا وتربويا فهناك جانب آخروهو الرد على الفرنكوفونيين المؤدلجين اذناب الاستدمارالفرنسي
ربما يكون عامل التدرج مبررا لتوصيات اللجنة ولكنه مع هذا غير مستساغ فاللغة العربية غنية بحيث انها يمكن ان تقدم للطفل وفقا لمشتهياته وميولاته وكذا حاجاته وهي ليست ثقيلة ولامستهجنة فايقاعها متناسق جميل والفاظها مقبولة مستحلاة وهي قدتكون بديلا عن امه التي ولدته لكن فقط اذا وجد من يحسنها ويجيد تدريسها.