بسم الله الرحمن الرحيــم
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له من يضلل فلن
تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الأمة التي لاتقدر علمائها ومعلميها لاخير فيها بل هي في الواقع تسعى إلى الزوال والانهيار ، وأقدم بعض
النصائح لعلها تساعد في تحقيق الاحترام المطلوب للمعلم ،
أولها
أن نعرف أنه ليس كل من تخرج من الجامعة ذكراً كان أو أنثى يصلح لأن يكون معلماً يُستأمن على عقول أبناء المسلمين فلابد من وضع
ضوابط لقبول المتقدمين لهذه المهمة الخطيرة لاسيما وأن الحاجة الماسة قد بدأت تضيق فلابد أن ننتقل من مرحلة التركيز على الكم للتركيز
على الكيف وبالذات في الجانب الأخلاقي والسلوكي بجوار الجانب العالمي،
ثانيها
أقول للمعلم والمعلمة أن الإنسان هو لذي يفرض مكانته ومحبته ولايستجديها من الآخرين فالمعلم الذي قبُح لفظه وانحط تفكيره كيف يطالب
الآخرين باحترامه ، والواقع يثبت أن المدرس الجاد المخلص والذي يسعى لإتقان فنون التربية هو الذي يحظى باحترام المجتمع،
ثالثها
أقول للأباء والأمهات لابد من تربية الأولاد على احترام المعلم والمعلمة لأنهم إذا لم ينشأوا على هذا الأدب قد ينسحب عليكم حتى لايعرفوا
لكم أنتم غداً قدراً ، والمعلم والمعلمة إنما هم معينون لكم في العملية التربوية للأولاد فإذا أسقطتم هيبتهم من قلوب الأبناء ضاع منكم أكثر
من نصف العملية التربوية مما يستدعي أن تبدلوا جهداً مضاعفاً وقد لاتستطيعوا سد الثغرة التربوية لدى الأبناء التي حصلت بسببكم
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى
مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ))،فكونوا أخواني والمعلمين وأخواتي المعلمات على يقين أنه كلما تمسكتم بالدين وحرصتم على غرسه في قلوب أبناء
المسلمين كلما عرف الناس لكم قدركم وبقدر ما يكون التضييع في القضية الأولى يكون النقص في القضية الثانية