في السبعينيات والثمانينيات، كان طلبة البكالوريا شعبة آداب يطيرون فرحاً بعد أن يستلموا أوراق أسئلة امتحان الفلسلفة، ويقرأون فيها سؤالاً على غرار السؤال الذي طُرح في بكالوريا 2013، وهو "بماذا يتمّ التكيّف مع الواقع: بالعادة أم بالإرادة؟" فهو سؤالٌ سهل ويعدُّ الجوابُ الصحيح عنه، بمقالة جدلية مقنِعة، مفتاحَ النجاح في البكالوريا.
الآن انقلبت الآية وأصبح "طلبة آخر زمن" يرون هذا السؤالَ البسيط صعباً ويقيمون من أجله الدنيا ولا يقعدونها، فيثورون ويكسرون ويخربون ويعتدون على الأساتذة الحراس بالضرب والشتم.
والأغرب من ذلك، أن يلجأ الكثيرُ من الطلبة إلى عمليات غش جماعي في العديد من الولايات، أمام مرأى ومسمع الحراس، بذريعة "صعوبة الأسئلة".
قد نعذر الأساتذة الحراس الذين عجزوا عن منع الغشاشين فتركوهم وشأنهم ورفعوا تقريراً إلى الوصاية ينقلون فيه تفاصيل ما حدث، ولكن ماذا عن الأساتذة الذين قاموا بمساعدة الطلبة على الغش الجماعي والتواطؤ معهم، خوفاً منهم أو شفقة كاذبة عليهم؟ هل يملك هؤلاء ذرة من الوعي بخطورة ما يفعلون؟